تحدث الشاعر والمؤرخ والجغرافي الشهير محمد بن عبدالله بن بليهد عن بريدة في كتابه صحيح الأخبار وقال: (( بريدة بلد واسعة، وجميع القصيم يعد من ملحقاتها، وهي اكبر من عنيزة في موضعها وإمارتها وملحقاتها، فالذي اكتشفها الدريبي من اهل ثرمداء من العناقر، اكتشفها في النصف الأخير من القرن العاشر تقريباً، وبقايا ذريته آل أبي عليَّان الذين لهم ذكر في تاريخ بريدة، وهم رؤساؤها وامراؤها. ومن مشاهير آل أبي عليَّان الأمير حجيلان، والأمير الشاعر محمد العلي العرفج، والأمير عبدالعزيز المحمد، وجميع حدود القصيم تابعة لبريدة، وتبلغ قرى وخبوب القصيم والمواضع العامرة منه من حدوده الجنوبية إلى الشمالية ومن حدوده الغربية إلى الشرقية مايبلغ قدره مائتي قرية)).
وقال الرحالة الانجليزي تشارلز داوتي عن بريدة في كتابه ترحال في صحراء الجزيرة العربية وقال: ((تأسست بريدة من ثلاثة إلى أربعة قرون مضت وأهلها معروف أنهم من قبيلة بني تميم، والقصمان من النوع الحريص والمغامرين أيضاً وفيهم الكثير من دم قبيلة بني تميم وثلثهم ممن يعملون في قوافل التجارة (العقيلات) والكثير منهم يعملون خارج بلادهم وهم في ريعان الشباب بحثاً عن الثراء)). وفي موضع آخر تحدث الرحالة داوتي أيضاً عن بريدة وقال: ((ان الغريب يستطيع ان يعيش في بريدة بوسط الجزيرة كما لو كان يعيش في بلاد الرافدين تماماً. هناك نساء بائعات لم تكن دمشق على هذه الدرجة من التحضر. بريدة عاصمة الواحات في الجزيرة كلها ومرتبطة بقوافل التجارة)).
وقال حافظ وهبة المستشار السياسي للملك عبدالعزيز عن بريدة في كتابه تاريخ جزيرة العرب في القرن العشرين: ((ان عدد قرى القصيم تبلغ نحو ٥٠ قرية، وأن أغلب قرى القصيم تعتمد على بريدة ولذا تسمى بأم القصيم، وهي من أكبر المدن النجدية وأحسنها نظاماً ونظافة، وطرقها أوسع من الرياض ومن طرق أكثر البلدان النجدية، ويقع سوقها في الجهة الجنوبية من البلدة، وبه نحو ثلاثمائة وخمسين حانوتاً، ويبلغ عدد سكانها ٣٠ ألفاً أكثرهم من قبيلة بني تميم)).
وقال المهندس الأمريكي كارل سابين توتيشل عن بريدة في كتابه السعودية العربية: ((يعتقد أن بريدة أعظم سوق للإبل في العالم، وهي في الحقيقة أحد مراكز نجد البعيدة الشهرة، الآهلة بالسكان، لتوسط مركزها في إقليم يبلغ عدد قراه الخمسين، معظمها على درجة فائقة من الثروة والنجاح، وتعتبر بذلك مركزاً اقتصادياً للبلاد على أوسع مداه)).
وتحدث المؤرخ والرحالة أمين الريحاني عن بريدة في كتابه ملوك العرب وقال: ((بريدة مدينة تجارية وليس لأهلها وقت لغير الاتجار والصلاة. ثم يقول لو كانت المدن في انبساطها وانقباضها تؤثر في الأخلاق لكانت بريدة في الضيافة، في بسط يدها وقلبها إلى الغريب، المدينة الأولى في القصيم. ثم يقول نشرف على الخبوب التي تطوق بريدة كالقلادة من الزمرد في خيط من الذهب. ان الأرض لتتضع أمامها، فتخضع لها، وتقف بعيدة عنها مبسوطة اليدين)).
وتحدث الرحالة والمستكشف الدنماركي باركلي رونكيير عن بريدة بعد زيارته لها في عام ١٣٣٠هـ ووصف قلعتها ورسمها بيده ونشرها في كتابه المسمى عبر الأراضي الوهابية على ظهر جمل وقال : ((على بعد بضع كيلومترات وخلف سلسلة من التلال ترتفع جدران بلون الرمال تتخللها مجموعة من الأبراج، وخلف الجدران تقوم منازل ذات أحجام مختلفة وقلعة ضخمة مشيدة من نفس طين المنازل وبها عدة ابراج وفتحات في الجدران للمراقبة، ظهرت كذلك مزارع النخيل وسمعنا صوت سواني المياه تنوح باستسلام وصبر. انها بريدة مركز التجارة، صرت الآن استعجل السير كي أرى ان كانت مازالت كما قال عنها داوتي ام تغيرت. عبرنا إلى ممر ضيق يمر قرب مبنى القلعة الضخم الموحش، ووصلنا إلى باب خشبي كبير)).
وقال الصحافي محمد شفيق عن بريدة في سلسلة مقالات تتضمن حقائق ومشاهدات في قلب شبه الجزيرة العربية لم يسبق لرحالة تدوينها ونشرت عام ١٣٤٦هـ: ((تعد بريدة عاصمة لسائر القرى التي تحيط بها وهي في جملتها تدعى القصيم)).
وتحدث المستكشف والمستشرق السويسري جون لويس بوركهات عن بريدة في كتابه ترحال في الجزيرة العربية وقال: ((نجد الذي معناه الأرض المرتفعة، داخل هذه المساحة يوجد مايزيد على ست وعشرين بلدة او قرية صغيرة، مأهولة تماماً بالسكان، الذين يعيشون في مناطق زراعية، يجري ريها من أبار عدة، والمدينة الرئيسية هنا هي بريدة التي يقيم فيها شيخ القصيم، ذلك الرجل كبير السن الذي يسمونه حجيلان)).
وتحدث الكاتب والمؤلف مصطفى الدباغ عن بريدة في كتابه الجزيرة العربية موطن العرب ومهد الإسلام: (بريدة من أكبر المدن النجدية ومن أبعدها شهرة لتوسط مركزها في اقليم يبلغ عدد قراه الخمسين، وتعتبر مصدراً اقتصادياً للبلاد على اوسع مداه، وأسواقها من اكثر الأسواق النجدية تجارة وحركة ولذا تسمى (أم القصيم)، وبها اكبر سوق في الجزيرة العربية للإبل ويعتقد انه أعظم سوق في العالم، وكذلك يعنى فيها بتربية الخيل ولاتساع تجارتها فهي محط رجال البدو من مطير وعتيبة وغيرهم)).
وقال المستكشف البريطاني جون فيلبي عن بريدة في كتابه جزيرة العرب الوهابيين: (( ومن هنا بدا لنا مشهد كالحلم! مدينة طينية عظيمة، شيدت في هذا القفر الرملي، تطوقها أسوار وأبراج تحمي البيوت، وشوارعها بجوار غابة داكنة زرقاء قليلاً من أشجار الأثل على التلال العالية، هذه هي بريدة. وتلك هي المئذنة الرابعة للمسجد الكبير في المدينة. لقد شاهدت منظراً كما لو كان القدس في الصحراء عندما ننظر إلى أسفل من جبل الزيتون. هكذا كتب داوتي عن أول نظرة له، من الشمال الغربي، عن مدينة عظيمة لم يتغير جمالها)).
وتحدث الحافظ محمد الكربلائي عن بريدة وأشار إلى عدل وشهامة وخيرية الأمير حجيلان بن حمد وأشار إلى الأمن الذي يعيش فيه القصيم تحت حكمه في كتابه تذكرة الطريق في مصائب حجاج بيت الله العتيق ودون مذكرات يومية لرحلة حاج في شبه الجزيرة العربية سنة ١٢٣٠هـ وقال: ((أقام الحجاج خيامهم خارج القلعة، وكانت أرض بريدة رملية، وكانت تحيط بها كثبان الرمل أيضاً، وكان الماء فيه شيء من الملوحة ولكن القمح فيها على غاية الجودة، وكانت تحتوي من التمر بأنواعه الكثيرة، وكانت تحتوي على الكثير من الثمار، ولا شيء يعدل الأمن هنا، وكان حكم الأمير حجيلان نافذاً على الجميع، ولا يمكن لأحد ان يتخلف عنه. بل إن الأمن الموجود هنا لا يوجد حتى في الهند وبلاد العجم ولا في الروم ولا في العرب، وهذا ماتفقت عليه كلمة الجميع، وقد حل كبار الحجاج ضيوفاً عليه، ورحب بقدومهم ضيوفاً إلى منطقته وحاميته، وكما أعرب عن حزنه وبالغ أسفه على منعهم وصدهم عن الحج وأضاف قائلاً تمنيت لو أنهم حملوا إلي خبر وفاة عبدالله وهو ولدي الوحيد، على ان اسمع بما جرى عليكم من المصائب، وعلى كل حال أنتم الآن في ضيافتي، وسألبي لكم كل طلباتكم، ومن أراد منكم العودة إلى العراق، أرسلت معه رجلاً موثوقاً، ومن أراد مواصلة الطريق نحو المدينة المنورة أو الطائف أو مكة المكرمة أرسلت معه أيضاً رجلاً أيضاً من الموثوقين عندي، القصد انكم لن تروا سوءاً بعد هذا اليوم)).
وذكر جون غوردون لوريمر بريدة في كتابه دليل الخليج وعمان ووسط الجزيرة العربية وقال: ((بريدة مركز تجاري هام ولكن تجارتها ونشاطها تبلغ أوجها خلال الأربعة شهور الي تلي جمع البلح عندما يعود البدو الرحل لشراء البلح والأرز والقماش من المدينة. وفي بعض الأحيان تقام ألف خيمة في وقت واحد خارج أسوار المدينة. وتشتهر بريدة بسوق الخيل. وإن تاريخ بريدة لا ينفصل عن تاريخ القصيم)).
وتحدث الموسوعي والمؤرخ معلم البستاني عن بريدة في كتابه دائرة المعارف: ((تعد من أمهات مدن القصيم، وذات اسواق حسنة وشوارع فسيحة، ويحيط بها سور تحفه البساتين التي يحيط بها سور آخر وابراج وخنادق وقصر، وقد اثرى اهلها بالتجارة، غير ان ابراهيم باشا اخذها بعد حصار ثلاثة ايام ودك حصونها وكان عليها شيخ من بني عليان)).
وقال المستكشف الإيطالي كارلو غوارماني عن بريدة في كتابه نجد الشمالية وقال: (طلبت مراراً إلى إرشادي إلى موقع مدينة بريدة عاصمة القصيم القديمة، وهي مدينة متداعية يقيم بها الأمراء والتجار، الذين هم أغنى من تجار عنيزة، وسوق الخيل الذي بها يفوق مافي عنيزة في العدد)).
وتحدث الرحالة ويليام بلجريف عن بريدة في كتابه قصة عام من الرحلات عبر وسط الجزيرة العربية وشرقها وقال: ((هنا في مدينة بريدة نجد أن الاستحكامات تحيط بالمنازل فقط، أما البساتين والحدائق فتقع خارج الاستحكامات، والمدينة بكاملها مؤلفة من شوارع، ومنازل، وأسواق، ثم قال ان مهنا كان يعيش في القلعة القديمة بالركن الشمالي الشرقي من المدينة، والقلعة تشغل مساحة كبيرة، ويبدو انها عبارة عن مجموعة من المنازل الخارجية، بعض أجزاء هذه القلعة كان قديماً، بمعنى ان عمره كان يتراوح بين أربعمائة وخمسمائة عام، من باب التقدير، المواد التي شيدت منها القلعة تشهد على قدمها النسبي، فالأحجار قديمة ومنها المشكل ومنها الخام، وتبدو القلعة هائلة الحجم ومهيبة، والمبنى الرئيسي في القلعة قوي، ويستطيع ان يصمد للحصار العربي ويقاومه، وارتفاعه لا يزيد عن خمس وثلاثين قدم)).
والتقط المستكشف البريطاني النقيب وليام هنري ارفيان شكسبير خلال رحلته داخل الجزيرة عام ١٣٣٢هـ صورة لبريدة وعلق عليها قائلاً (( مشهد كالحلم مدينية طينية عظيمة !!!!! “كأنك ترى القدس في وسط الصحراء)).
كتبه د. عبدالرحمن عبدالله الحسون آل أبو عليان