لا شك أن قوة الشخصية التي كان يتمتع بها أمير القصيم حجيلان بن حمد كانت ملهمة وتشعل نار الحماسة والفروسية والإقدام في الذين من حوله، ومن ضمن من تأثر به بطبيعة الحال وحزن حزناً بالغاً على مقتل ابنه عبدالله وانقطاع نسله زوجته لولوة بنت عبدالرحمن العرفج آل أبو عليَّان. وتعود قصة مقتل ابن العرفجية الوحيد إلى حادثة حصلت في وقت حصار بريدة وذبحة المطاوعة الشهيرة في عام ١١٩٦هـ، بعدما علم الأمير حجيلان بن حمد من نية ابن عمه سليمان الحجيلاني لفتح أسوار بريدة للعدو المحاصر، فأرسل إليه ولما تحقق من الأمر الذي كان سيقدم عليه ضرب عنقه، فثبت أهل البلد واتّفق أهل بريدة على الثبات والحرب ضد القوات المحاصرة لأسوار وقلعة بريدة الشهيرة. وبعد سقوط الدولة السعودية الأولى وهدم إبراهيم باشا الدرعية في سنة ١٢٣٤هـ، حمل معه آل سعود وآل شيخ وعدد من الأمراء والقادة العسكريين كرهائن ليتم محاكمتهم او قتلهم في الأستانة، ولما وصل القصيم أخذ معه كذلك الأمير حجيلان بن حمد وهو طاعن بالسن. وبعد رحيل الباشا وجنوده من القصيم ومعه الأمير حجيلان، أسرع رشيد بن سليمان الحجيلاني ومن معه إلى حارس قصر بريدة واسمه عباد (وجده الأمير حجيلان وهو صغير مرمي لايعرف من أباه فرباه حتى كُبر واصبح حارس القصر) فأغروا عباد هذا بالمال شريطة أن يفتح لهم باب القلعة، ففتح لهم فدخلوا وكان عبدالله بن حجيلان نائماً في السطح فقتلوه، واصبح سليمان بن رشيد الحجيلاني أمير بريدة بعدها. فلما علمت لولوه العرفج حزنت حزناً شديداً على مقتل ابنها الوحيد من الأمير حجيلان، وقالت: ياحيف عبدالله طريحٍ لعباد ولد الحرام ليتنا ماغذيناه، ثم جاءت لولوه لعباد وقالت له: كيف تفتح الباب لإعداء عمك حجيلان ويقتلوا ابنه وعمك الذي رباك واحسن إليك، فتعذر منها وقال: ماتريدينه أنا مستعد به فقالت له: أريدك تفتح لي الباب في الليل كما فتحت الباب لرشيد ورجاله، فوافق على طلبها، فلما انتصف الليل جاءت ومعها بعض الخدم ففتح عباد لهم الباب، فأول مابدأت به قتلت عباد ثم ذهبت إلى غرفة في القصر كانت مخزناً للسلاح وملح البارود وأشعلت فيها النار، وكان الأمير رشيد بن سليمان الحجيلاني نائم في السطح فانفجر البارود ومات من مات ومن سلم هرب يريد الباب وكانت واقفة هي وخدمها فمن مر قتلوه والجرحى أجهزت عليهم، وهكذا أدركت ثأر ابنها وزوجها الأمير حجيلان، وبعد حوالي عشرين سنة أشاد بفعلها أمير الجبل عبدالله العلي بن رشيد بقوله:

        عيسى يقول الحرب للمال نفاد        انشد مسوي السيف هو ليش حانيه

        ليا عاد ماناصل ونضرب بالحداد                  هبيِّت ياسيفٍ طوى الهم راعيه

 ليا عاد مانرويه من دم الاضداد                  ودوه يم العرفجيه ترويه!!

وكذلك تم تخليد عملها البطولي في مرثية العاتي بنت شليويح في زوجها الشيخ ضيف الله بن عميره التي كانت تتمنى باليوم الذي تأخذ بثأر زوجها كما اخذت لولوة بنت عبدالرحمن العرفج آل أبو عليَّان بثأر ابنها وزوجها الأمير حجيلان بن حمد:

‏ والله انه خارفاً قلبي عشيري     مثل ماتخرف عذوق المقفزيه

ياعقاب الخيل عقبه ماتغيري      ماش يوماً مثل يوم العرفجية

والله اني ماستمع هرج المشيري         من جذب قلبي نزح عني ضريه

شوف عيني يوم ينقاد النشيري      يوم جـل الخيل من خلف العبيه

لا آعتزا بالصوت ثم ولو فريري      من تعرض له ورد حوض المنيه

 

كتبه د. عبدالرحمن عبدالله الحسون آل أبو عليان