النخوة والاعتزاء شعار القوم وأحد صيحات الحرب لإرهاب العدو، ويتحتم على كل من يسمع الصيحة أو الاعتزاء الخاص بقومه أن يجيب النداء، ولفظ النخوة غالباً مشتقًّا من اسم أسلاف ووجهاء العشيرة. ومن المعروف والمشهور جداً للجميع ان أولاد علي النخوة والشعار الحربي لأهل القصيم كافة، وعلي (عليان) هو جد أسرة آل أبو عليان حكام وشيوخ القصيم سابقاً لثلاث قرون اشتهر بالشجاعة والإقدام، وهو أول من أطلق نخوة أولاد علي على أبناءه وأحفاده، فإذا أرادهم في قضاء حاجة صاح بهم أولاد علي فيأتون مسرعين، فإذا أراد ابناءه وأحفاده فيما بعد النجدة او تحميس بعضهم للقتال في المعركة رفعوا أصواتهم بها حتى عمت وشملت وأصبحت نخوة مشاعة. وأسرة آل أبو عليان هم من أسس مدينة بريدة العاصمة المركزية لمنطقة القصيم، وهم أول من جمع بلدات وقرى القصيم تحت إمارة واحدة وأول أمير للقصيم كافة كان منهم ثم تعاقب على إمارة القصيم أكثر من ٢٠ أمير منهم لثلاث قرون مضت، وهم أول من أسس جيش القصيم وهم قادته لقرون واشهرهم على الإطلاق حاكم القصيم لأربعين سنة حجيلان بن حمد سيف الدولة السعودية حيث كانت تصل مغازية إلى نقرة الشام ومشارق المدينة المنورة وكان به حمية كبيرة على أهل القصيم وقوافل العقيلات حتى أصبحت نخوة آل أبو عليان (أولاد علي) نخوة لأهل القصيم كافة وتشبه اليوم (عيال زايد) نسبةً لحكام الإمارات. ونجد أن شعراء عنيزة قد تغنوا وتفاخروا كثيراً بهذه النخوة وهذا غير مستغرب لأن علي كذلك بن زهري بن جراح بن صايل الثوري السبيعي هو الجد الأعلى لأمراء وشيوخ عنيزة آل سليم وآل زامل وآل جراح. ويقال ان أكثر من روج لهذه النخوة هم تجار العقيلات من أهالي بريدة وعنيزة وهم سبب انتشارها في ذاك الوقت. فإذا ذهب احداً من أهل القصيم للعراق أو الشام وسألوه من أين أنت قال أنا من ( أولاد علي ) فيعرفون انه من وسط الجزيرة وبالتحديد من القصيم. يقول حكام القصيم السابقين آل أبو عليان في عرضتهم الحربية التي كانوا ينشدونها دائماً ومطلعها:

حنا ضنا ليلى سلايل عليان      عدونا من كأس الأمرار نسقيه

وحنا إذا عوى الذيب سرحان      ربطنا المحزم وصرنا ذيابه

يقول الشاعر ابراهيم الحسون آل أبو عليان بعد حادثة مقتل سليمان الغنام والتي يؤرخها الشيخ عبدالله البسام في عام ١٢٥٨هـ، وفي عهد أمير القصيم عبدالعزيز المحمد آل أبو عليان:

لومي على الجهال ماهم أهل الدور     ماهم نوامة على الدوشقية

أولاد علي صطامة كل ممرور         ماشوبشو بالجسر خيرة فضيه

 يقول الشاعر عباد الخشقي بعد معركة الوادي عام ١٢٧٠هـ، في عهد أمير القصيم عبدالعزيز المحمد آل أبو عليان:

وسرنا عليهم بالبيارق على النقا    وتلاقوا على حد العزا من نفوذه

وذبحنا شيخ من مقاديم قومهم  وعيان العرب ماعاد يحصى عدوده

أولاد علي دولة الدين والهدى   جلو أمرها اللي ظافر كبوده

يقول الشاعر محمد العوني:

أولاد علـي اليـوم ذا وقـت نفعـكـم     لا رحـم أبـو نفـس تتاجر بمالها

أولاد عـلي أن الليـالـي قصـيــرة    ولا للفتـى غيـر الثناء من نوالها

أولاد علـي اليـوم مـا هـوب باكـر    قومـو بعـزم الليث ماضي فعالها

ويقول ابن فرهود أحد شيوخ عنزة:

سلم على القصمان ربع بهم نوف    أولاد علي مرخصة كل غالي

وقال الشاعر ناصر الغليقة:

أولاد علي كاسبين الشكالة     كم واحد ردوه عن درب عانيه

وقال الشاعر صالح الطويان:

أولاد علي لابتي مالهم أجناس       بشاشة بضيوفهم والمسايير

إن عدو الأجاود هم ذروة الناس        وهم هل الطولات زبن المقاصير

وقال الشاعر محمد بن عبد الله الوني:

أولاد علي مهدية صعب الأضداد    مهدية صعب الحصان العزومي

قال الشاعر علي الخياط:

ربعي هل الطولات والباس الشديد      خطر عزايمها تهد جبالها

أولاد علي هم عما عين الضديد        عقالها يوم الوغى جهالها

 

كتبه د. عبدالرحمن عبدالله الحسون آل أبو عليان